- saed alakkad
- 9:49 ص
- مقالات متنوعه
- لاتوجد تعليقات
غزة: «متحف العقاد» جهد فردي يحافظ على آثار موغلة في القدم
2016-11-15
كتب محمد الجمل:
في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وداخل منزل صغير متواضع، تقبع آلاف القطع الأثرية، التي تعود لخمس حضارات أقدمها الفرعونية والكنعانية، قبل أكثر من 3200 عام، وأحدثها العثمانية في بداية القرن الماضي.
"متحف العقاد"، كما يسميه سكان قطاع غزة، جهدا فرديا للباحث والمؤرخ وليد العقاد، استغرق الوصول إليه أكثر من 35 عاما، إضافة إلى صرف مبالغ مالية طائلة، وعمل وبحث طويلين، لم تخل من صعاب ومخاطر، حتى استطاع هذا المؤرخ اقتناء أكثر من 2800 قطعة أثرية متنوعة.
العقاد كان يهوى جمع القطع الأثرية منذ صغره، يتوجه إلى أي شخص يعلم أن لديه قطعة يرغب في بيعها، كان يحفر الأرض للبحث عن الآثار، لا لبيعها أو الاتجار بها كما فعل البعض، لكن رغبة منه في حفظ تاريخ وحضارات عريقة عاشت في قطاع غزة.
بداية العمل
ويقول العقاد إن ولعه بالبحث عن الآثار الفلسطينية كان بعد زيارة لمصر وهو في صغره، حيث زار متاحف واطلع على الآثار المصرية الفرعونية، وهذا دفعه للعودة إلى فلسطين والبحث عن حضارتها وتاريخها، بعد ذلك درس التاريخ، وحصل على دورات خاصة في جامعة القاهرة، للتعرف على عمر القطع الأثرية ولأي حقبة تعود.
وأكد العقاد أن ما قام ويقوم به يعتبر واجبا وطنيا، بل من أرقى مراتب النضال في ظل وجود الاحتلال، ومحاولاته طمس الهوية الفلسطينية، وتزييف التاريخ، بادعاء ملكيته للأرض، موضحاً أن ما جمعه من إرث حضاري، يمثل حضارة شعب وتاريخ وهوية شعب.
وشدد العقاد على ما يمثله المتحف من بعد حضاري وثقافي وتاريخ مشرق لفلسطين وشعبها الكنعاني العريق، وعن الحضارات القديمة التي سكنت فلسطين، التي لها مقتنيات أثرية موجودة داخل هذا المتحف.
وأشار العقاد إلى أنه دائما يستقبل في متحفه وفودا مدرسية من طلاب وطالبات، ويقدم شرحاً حول مقتنيات متحفه، وما يحتوي عليه من أقسام مختلفة، من بينها قسم التراث والآثار، وقسم المكتبة التاريخية، التي تعود إلى عدة عصور وحضارات مرت على الأرض الفلسطينية، خاصة العهد الروماني، والبيزنطي، والإسلامي، إضافة إلى قطع أثرية نادرة تعود إلى العصر الحديدي، واليوناني، والبرونزي، في مراحل متعددة مرت على الأرض الفلسطينية.
وحصل متحفه على ترخيص من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار، مشيراً إلى أنه يتعاون مع وزارة السياحة، لتعريفهم على بعض المناطق الأثرية وتاريخها، عدا عن مشاركته بالمعارض الأثرية التي تقام بين الحين والآخر في قطاع غزة، وتستعير الوزارة بعض القطع وتعيدها له مرة أخرى.
قطع هامة
وأوضح أن لديه قطعا مهمة جداً لا تقدر بمال، تعود للعنصر الكنعاني، من بينها "رأس تمثال" عمره أكثر من 4500 عام، إضافة إلى قطع أثرية أخرى تعود للعصر اليوناني، من أعمدة ونقود ومقتنيات لكنائس بيزنطية، وأعمدة وتيجان لقصر الملكة "هيلانا".
ويؤكد العقاد أن ثمة قطعة أثرية تعتبر من أهم القطع بالنسبة له، وهي عبارة عن بلاطة قديمة تعود لقبر إسلامي في الفترة المملوكية، نقش عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم"، نعى فيها معلم الملك الظاهر بيبرس، الأمير جمال الدين الشنقير، وقد عثر العقاد عليها في بيت جده القريب من قلعة خان يونس". وقال العقاد أن العديد من علماء الآثار زاروا متحفه، من بينهم العالم الفرنسي "جون بانتست"، والذي قال عن غزة بعد مشاهدة متحف العقاد، "إن غزة لها حضارة مميزة".
أقسام المتحف
ويتواجد في متحف العقاد العديد من الأقسام، من بينها قسم خاص بالعملات النقدية، وفيه نقود عربية تعود لأيام الفرس يزيد عمرها على 2500 عام، ونقود يونانية عمرها يزيد على 2300عام، وكذلك نقود رومانية عمرها يتعدى 2100عام، بالإضافة إلى نقود بيزنطية، ونقود أموية، وأخرى فلسطينية. ويضم المتحف أيضا قسما خاصا بالملابس، وآخر للأواني، وكذلك قسما يحوي نسخا ورقية لصحف مصرية، مثل الأهرام، ويحتفظ العقاد بأول عدد صدر منها، وكذلك شهادة ميلاد عثمانية. ويضم أعمدة وتوابيت، والكثير من المقتنيات المتنوعة.
ويضم المتحف أيضا قسما للمعدات الحربية، فيه أسلحة تعود لعصور يرجع عمرها إلى أكثر من 700 عام، إضافة إلى مواد قتالية تعود للحربين العالميتين الأولى والثانية، وسلاح يتبع للثوار الفلسطينيين خلال قتالهم ضد الانتداب البريطاني عام 1931، وسلاح لجندي مصري عثر عليه مؤخرا، كان استشهد خلال قتاله في قطاع غزة في خمسينات القرن الماضي.
خان يونس مهد الحضارات
وقال العقاد أن مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، غنية بالآثار، موضحاً أنه كان ينشط حين كان يقوم الاحتلال بتجريف بعض المناطق، وبعد التجريف كان يتوجه إلى المنطقة ويبحث عما ظهر من قطع أثرية، ويسارع بنقلها وحفظها. وبين أن تكرار تعرض مناطق شرق خان يونس للحفر والتجريف من قبل إسرائيل، يعود إلى محاولات قديمة جديدة لطمس معالم أثرية مفترضة وتدميرها.
وأكد العقاد أنه غالبا ما يستغل مواسم هطول الأمطار الغزيرة خاصة في الوديان، للبحث عن الآثار، مستعيناً بعينه الخبيرة، وبأبنائه الذين يقومون بمساعدته، فقد عثر في ظروف جوية مماثلة على قطع أثرية، ونقود قديمة، إضافة إلى تابوت نادر من مقبرة بيزنطية.
ولازال الاحتلال الإسرائيلي يرفض طلب العقاد للحصول على تصريح للوصول إلى الضفة الغربية، للمساهمة في حفظ التاريخ الفلسطيني هناك.
وكان مركز التخطيط الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية، أصدر كتابا بعنوان "متحف العقاد ورقة طابو وشاهد حضاري على آثار فلسطينية كنعانية عريقة".
"متحف العقاد"، كما يسميه سكان قطاع غزة، جهدا فرديا للباحث والمؤرخ وليد العقاد، استغرق الوصول إليه أكثر من 35 عاما، إضافة إلى صرف مبالغ مالية طائلة، وعمل وبحث طويلين، لم تخل من صعاب ومخاطر، حتى استطاع هذا المؤرخ اقتناء أكثر من 2800 قطعة أثرية متنوعة.
العقاد كان يهوى جمع القطع الأثرية منذ صغره، يتوجه إلى أي شخص يعلم أن لديه قطعة يرغب في بيعها، كان يحفر الأرض للبحث عن الآثار، لا لبيعها أو الاتجار بها كما فعل البعض، لكن رغبة منه في حفظ تاريخ وحضارات عريقة عاشت في قطاع غزة.
بداية العمل
ويقول العقاد إن ولعه بالبحث عن الآثار الفلسطينية كان بعد زيارة لمصر وهو في صغره، حيث زار متاحف واطلع على الآثار المصرية الفرعونية، وهذا دفعه للعودة إلى فلسطين والبحث عن حضارتها وتاريخها، بعد ذلك درس التاريخ، وحصل على دورات خاصة في جامعة القاهرة، للتعرف على عمر القطع الأثرية ولأي حقبة تعود.
وأكد العقاد أن ما قام ويقوم به يعتبر واجبا وطنيا، بل من أرقى مراتب النضال في ظل وجود الاحتلال، ومحاولاته طمس الهوية الفلسطينية، وتزييف التاريخ، بادعاء ملكيته للأرض، موضحاً أن ما جمعه من إرث حضاري، يمثل حضارة شعب وتاريخ وهوية شعب.
وشدد العقاد على ما يمثله المتحف من بعد حضاري وثقافي وتاريخ مشرق لفلسطين وشعبها الكنعاني العريق، وعن الحضارات القديمة التي سكنت فلسطين، التي لها مقتنيات أثرية موجودة داخل هذا المتحف.
وأشار العقاد إلى أنه دائما يستقبل في متحفه وفودا مدرسية من طلاب وطالبات، ويقدم شرحاً حول مقتنيات متحفه، وما يحتوي عليه من أقسام مختلفة، من بينها قسم التراث والآثار، وقسم المكتبة التاريخية، التي تعود إلى عدة عصور وحضارات مرت على الأرض الفلسطينية، خاصة العهد الروماني، والبيزنطي، والإسلامي، إضافة إلى قطع أثرية نادرة تعود إلى العصر الحديدي، واليوناني، والبرونزي، في مراحل متعددة مرت على الأرض الفلسطينية.
وحصل متحفه على ترخيص من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار، مشيراً إلى أنه يتعاون مع وزارة السياحة، لتعريفهم على بعض المناطق الأثرية وتاريخها، عدا عن مشاركته بالمعارض الأثرية التي تقام بين الحين والآخر في قطاع غزة، وتستعير الوزارة بعض القطع وتعيدها له مرة أخرى.
قطع هامة
وأوضح أن لديه قطعا مهمة جداً لا تقدر بمال، تعود للعنصر الكنعاني، من بينها "رأس تمثال" عمره أكثر من 4500 عام، إضافة إلى قطع أثرية أخرى تعود للعصر اليوناني، من أعمدة ونقود ومقتنيات لكنائس بيزنطية، وأعمدة وتيجان لقصر الملكة "هيلانا".
ويؤكد العقاد أن ثمة قطعة أثرية تعتبر من أهم القطع بالنسبة له، وهي عبارة عن بلاطة قديمة تعود لقبر إسلامي في الفترة المملوكية، نقش عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم"، نعى فيها معلم الملك الظاهر بيبرس، الأمير جمال الدين الشنقير، وقد عثر العقاد عليها في بيت جده القريب من قلعة خان يونس". وقال العقاد أن العديد من علماء الآثار زاروا متحفه، من بينهم العالم الفرنسي "جون بانتست"، والذي قال عن غزة بعد مشاهدة متحف العقاد، "إن غزة لها حضارة مميزة".
أقسام المتحف
ويتواجد في متحف العقاد العديد من الأقسام، من بينها قسم خاص بالعملات النقدية، وفيه نقود عربية تعود لأيام الفرس يزيد عمرها على 2500 عام، ونقود يونانية عمرها يزيد على 2300عام، وكذلك نقود رومانية عمرها يتعدى 2100عام، بالإضافة إلى نقود بيزنطية، ونقود أموية، وأخرى فلسطينية. ويضم المتحف أيضا قسما خاصا بالملابس، وآخر للأواني، وكذلك قسما يحوي نسخا ورقية لصحف مصرية، مثل الأهرام، ويحتفظ العقاد بأول عدد صدر منها، وكذلك شهادة ميلاد عثمانية. ويضم أعمدة وتوابيت، والكثير من المقتنيات المتنوعة.
ويضم المتحف أيضا قسما للمعدات الحربية، فيه أسلحة تعود لعصور يرجع عمرها إلى أكثر من 700 عام، إضافة إلى مواد قتالية تعود للحربين العالميتين الأولى والثانية، وسلاح يتبع للثوار الفلسطينيين خلال قتالهم ضد الانتداب البريطاني عام 1931، وسلاح لجندي مصري عثر عليه مؤخرا، كان استشهد خلال قتاله في قطاع غزة في خمسينات القرن الماضي.
خان يونس مهد الحضارات
وقال العقاد أن مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، غنية بالآثار، موضحاً أنه كان ينشط حين كان يقوم الاحتلال بتجريف بعض المناطق، وبعد التجريف كان يتوجه إلى المنطقة ويبحث عما ظهر من قطع أثرية، ويسارع بنقلها وحفظها. وبين أن تكرار تعرض مناطق شرق خان يونس للحفر والتجريف من قبل إسرائيل، يعود إلى محاولات قديمة جديدة لطمس معالم أثرية مفترضة وتدميرها.
وأكد العقاد أنه غالبا ما يستغل مواسم هطول الأمطار الغزيرة خاصة في الوديان، للبحث عن الآثار، مستعيناً بعينه الخبيرة، وبأبنائه الذين يقومون بمساعدته، فقد عثر في ظروف جوية مماثلة على قطع أثرية، ونقود قديمة، إضافة إلى تابوت نادر من مقبرة بيزنطية.
ولازال الاحتلال الإسرائيلي يرفض طلب العقاد للحصول على تصريح للوصول إلى الضفة الغربية، للمساهمة في حفظ التاريخ الفلسطيني هناك.
وكان مركز التخطيط الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية، أصدر كتابا بعنوان "متحف العقاد ورقة طابو وشاهد حضاري على آثار فلسطينية كنعانية عريقة".
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق