- saed alakkad
- 12:44 ص
- المتحف في الاعلام
- لاتوجد تعليقات
متحف في منزل للحفاظ على التراث من الضياع
خانيونس – فلسطين الآن – أعمدة رخامية ... ونقود قديمة... ومجسمات أثرية... وألواح طينية وفخارية وغيرها اصطفت على رفوف وطاولات وأرضية ركن منزل أحد المواطنين في خانيونس، والتي آثر رغم الضيق وقلة الحال على تحويله إلى متحف يحفظ فيه مقتنيات وآثار قديمة جداً تمثل جزءاً من ماضي وتاريخ شعبنا.
المواطن وليد العقاد والذي يبلغ من العمر 50 عاماً، عكف على إعادة جزء من ماضي قد تناسى أو بدأ يندثر من ماضينا العريق إلى أذهان المواطنين في قطاع غزة المحاصر، فقد جمع ولا يزال يجمع آثار قديمة تمثل جزءاً أساسياً من حياة آباءنا وأجدادنا، فحول بيته إلى مزار على مدار الساعة خدمة لقضية شعبه ووطنه.
ش
متحف في ركن منزل متواضع
العقاد، له بصمة خاصة ميزته عن غيره في مجال الآثار بعد أن حول قبل ثلاثين عاماً جزءاً من منزله لمتحف للحفاظ على التراث والموروث الوطني الفلسطيني، فتصطف على جاني الممر الموصل إلى غرف المتحف أعمدة رخامية تعود للعصور الأموي والإسلامي والبيزنطي، وبداخل الغرفة تجد أثواب فلسطينية تعود للعديد من المدن الفلسطينية التي هجر أهلها عام 1948، إضافة للعشرات من قطع الفخارية والعديد من المعدات الحربية استخدمها الاحتلال ضد شعبنا .
دوافع إنشاء المتحف
ويقول المواطن العقاد: "إن السبب الرئيس الذي دفعه بقوة إلى إنشاء المتحف هو الغيرة الوطنية على تراثنا الفلسطيني، خاصة ما قام به الاحتلال في السبعينيات من القرن الماضي بتدمير وسرقة الآثار الفلسطينية، ومحاولة الحفاظ قدر الإمكان على ما تبقى من التراث"، مشيراً إلى أنه بدأ بجمعها محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث مما جعلته ينفق أمواله من أجل الحفاظ عليها.
ويذكر العقاد، أن المتحف يضم العديد من القطع الأثرية النادرة التي تعود إلى شعوب وحضارات تعاقبت على فلسطين منها: "العصور الهاليني، والرومانية، والبيزنطي، والعثماني إضافة إلى أوراق وقطع نقدية تعود للعصور السابقة ونقود فلسطينية من العام 1927 - 1944"، وقسم تحنيط الزواحف والطيور .
وأضاف أن إنشاء متحف تحت مسمى "متحف العقاد للآثار"، يضم أكبر قدر من الآثار الفلسطينية المندثرة كان بمثابة حلم له، لافتاً إلى أنه لديه خطة طموحة لإنشاء مبنى جديد على قطعة أرض تبرع بها لبناء متحف يليق بالمقتنيات الأثرية التي جمعها على مدار 30 عاماً .
عملية البحث والتنقيب
وأوضح العقاد: أن عملية البحث والتنقيب ليست عشوائية وإنما تتوفر لديه فكرة مسبقة عن المناطق الأثرية الموجودة بالقطاع، خاصة وأنه كان يتنقل مع والده من منطقة لأخرى بحكم عمله معه كتاجر حمضيات.
وقال: "إنه توجد دلالات على سطح الأرض تشير لوجود قطع أثرية"، مؤكداً أن عملية البحث والتنقيب تحتاج لوقت وجهد شاق لأنها تحتاج لمختصين وخبراء أولاً للكشف عن أماكنها، ومن ثم عملية البحث والتي تستغرق وقت طويل، علاوة على الخبرة المعمقة بهذا الشأن لتحديد هوية القطع التي يتم العثور عليها .
وأكد العقاد: على أهمية وضرورة التعاون بينه وبين وزارة السياحة والآثار، مشيراً بأنه يبلغ وزارة الآثار بكل قطعة أثرية يتم الحصول عليها من أجل الحفاظ والتنقيب عن الأماكن الغنية بالآثار .
ودعا العقاد، كل غيور على تاريخ شعبنا إلى مد يد العون له لإنجاز هذا المشروع وحماية التراث الفلسطيني من الاندثار بشتى السبل الممكنة، مطالباً وزارة السياحة للمساهمة بإنشاء متحف خاص لمقتنياته الأثرية والتي يحتويها بداخل منزله المتواضع .
وهنا دعوة لابد أن تصل وتبقى حاضرة في أذهان وقلوب العاملين في مجال السياحة والآثار من العمل جدياً وبصورة مكوكية للحفاظ على تراث شعبنا المهدد بالضياع وجمع كل ما يتعلق بتاريخ شعبنا ووضعه في متاحف لإطلاع المواطنين عليها ليتعرفوا على ماضيهم وتاريخهم العرق، إضافة إلى ضرورة دعم المتاحف الصغيرة وتطويرها.
* نشر في فلسطين الان / بوابتك الي الحقيقة
http://www.paltimes.net/arabic/read.php?news_id=102979
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق