- saed alakkad
- 2:05 ص
- مقالات متنوعه
- لاتوجد تعليقات
تمثال ودجاحورأسنت بمتحف الفاتيكان
بقلم الدكتورة مريم عياد
أستاذ مساعد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة – مصريات
ودجاحورأسنت Wedjahorresnet
لم يجد ودجاحوراسنت غضاضة في اعلان تعاونه مع الحكام الجدد، بل وافتخر بالمكافأت الذهبية الملكية الكثيرة التي نالها لقاء تعاونه المخلص مع ملوك الفرس. الا انه ادعى في سيرته الذاتية انه استغل علاقته الوثيقة بملوك الفرس وأقنعهم بإعادة فتح معبد الالهة نيت في مسقط راسه في صاو (قرية صا الحجرحالياً بمحافظة كفر الشيخ)، وتحسين أحوال أهالي بلدته التي كانت قد تردت مع الغزو الفارسي للبلاد.
و حين ذهب ودجاحورأسنت لبلاد الفرس ليشغل منصبه الجديد سرعان ما الح على داريوس الأول (خليفة قمبيز) في السماح له بالعودة إلى مصر، وحين عاد الى مصر، عمل على أحياء الأنشطة العلمية في “بيت الحياة”بمعبد الالهة نيت. من المعروف انه كان لكل معبد في مصر القديمة بيت الحياة وهو المؤسسة العلمية والدينية والفلسفية الملحقة بالمعبد التي كان يتولى إدارتها كهنة المعبد و يدرس بها صغار الكهنة.
جدير بالذكر انه بالرغم من المكانة الرفيعة التي يدعيها ودجاحوراسنت في البلاط الفارسي، الا انه تحت حكمهم جرد من كل سلطة فعلية وانحصرت دائرة نفوذه و سلطته في مناصب شرفية ودينية بالمعبد، فلم يعد القائد العسكري المغوار الذي ملك تحت يديه العدة والعتاد كما كان إبان الحكم الوطني للبلاد.
تتضمن سيرته الذاتية القابه تفصيلا فعلى الجانب الأيمن للناووس يبدا النص ويستمر على ملابس التمثال في ٦ اسطر نقرأ فيها:
“المًكرم من اله مدينته، كبير الأطباء ودجاحوراسنت يتحدث “انا المكرم من قبل والده، الممدوح من قبل والدته، المقرب لاخوته، الذين قدعينتهم في منصب الكاهن خادم-الاله وملكتهم – بأمر الملك- حقلاً خصباً مثمراً للأبد. عندما حدث اضطراب في هذه المقاطعة وفي خضم الفوضى الذي عمت ارجاء البلاد، بنيت مقابر للمحتاجين و شيدت بيوت لهم. وصنعت لهم كل خير تماماً كما يفعل الأب لابنه “
اما الجانب الأيسر للناووس فيحمل ٦ اسطر مماثلة للنص أعلاه، نقرأ فيها:
.”المًًكرم من آلهة مدينة صاو، كبير الأطباء ودجاحوراسنت يتحدث: “لقد قدمت القرابين المقدسة لنيت العظيمة، الوالدة الإلهية وفقاً لأوامر جلالته للأبد، وشيدت أثراً لنيت، سيدة صاو كما يفعل الخادم المفيد لسيده. انني رجل صالح في بلدته. فقد أنقذت ساكنيها عندما عم الاضطراب الشديد جميع ارجاء البلاد كما لم يحدث من قبل في هذه الأرض ودافعت عن الضعيف ضد القوي وانقذت الخائف عندما واجهته الصعاب وعملت لأجلهم كل خير حين ان أوان العمل لهم.”
تحمل هذه المقدمة الكثير من ملامح السير الذاتية التقليدية حيث يوازي فيها ودجاحوراسنت بين متطلبات الحياة المثالية ودوره فيها وبين الأحوال المضطربة التي كانت تموج بها البلاد
في حين يستمر النص على الجانب الأيمن من قاعدة الناووس في ٣ أسطر نقرأ فيها:
“المًكرم من قبل اوزوريس-حماج، كبير الأطباء ودجاحوراسنت يتحدث: ‘عمل جلالة الملك كل خير في معبد نيت واسس تقدمة سائلة (طقس تقديم السكيبة من المياه الباردة) لرب الأبدية (اوزوريس) في معبد نيت كما صنع كل ملك من قبل. فعل جلالته كل هذا لأني أشرت عليه كيفية عمل كل خير في المعبد كما صنع كل ملك من قبل، لجلال عظمة هذا المعبد الذي هو عرش كل الآلهة الأبدية”
وعلى الجانب الأيسر من الناووس، ٤ سطور. فيها نقرا:
“المًًكرم من قبل آلهة صاو، كبير الأطباء ودجاحوراسنت يتحدث: “عندما أتى ملك مصر العليا و السفلى إلى صاو، دخل بنفسه إلى معبد نيت وسجد أمام جلالتها كعادة كل ملك قبله. وقدم تقدمة عظيمة من كل شئ جيد لنيت العظيمة، الأم الإلهية وللآلهة العظام الذين في صاو كعادة كل ملك كامل. فعل جلالته كل هذا لأني عرفته عظمة جلالتة نيث وأنها أم الإله رع ذاته.”
يلي ذلك مقدمة تقليدية تتضمن تقدمة القرابين، يأتي بعدها ذكر تفصيلي لجميع الألقاب العسكرية والادارية و الفخرية التي حملها ودجاحوراسنت، فنقرا في ال٩ اسطر المحفورة تحت الذراع الايمن للتمثال انه كان “المًًكرم من قبل نيت العظيمة ومن قبل جميع آلهة صاو، الأمير، النبيل، حامل الختم الملكي، الرفيق الأوحد، المحبوب حقاً، صديق الملك، الكاتب، مفتش مجلس الكتبة، كبير الكتبة في البهو الخارجي العظيم، إداري القصر، قائد البحرية الملكية ابان حكم ملك مصر العليا و السفلى خنم-ايب-رع (=”المتحد مع قلب رع” =َ احمس الثاني)، قائد البحرية الملكية إبان حكم ملك مصر العليا والسفلى عنخ-كا-رع (=حياة-روح-رع” = بسماتيك الثالث)، ودجاحوراسنت، ابن مسؤول قلاع التاج الأحمر(اي قلاع الوجه البحري)، كبير كهنة مدينة بوتو المقدسة (تل الفراعين حالياً بمحافظة كفر الشيخ)، كاهن رنب (رنب =الطازج)، كاهن ودجات (ودجات هي عين حورس الشافية)، خادم الالهة نيت، حاكم مقاطعة صاو.
ودجاحوراسنت يتحدث:
“عندما جاء زعيم البلاد الأجنبية العظيم، قمبيز، إلى مصر ومعه أجانب من كل البلاد الأجنبية. وفتح هذه البلاد إلى أقصاها وتمركزوا بها،واصبح قمبيز الحاكم العظيم لمصر والزعيم الأعظم لكل البلاد الأجنبية، أعطاني جلالته منصب كبير الأطباء وجعلني أعيش إلى جانبه كرفيق ومسؤول القصر. وكلفني بتأليف ووضع ألقابه الملكية الرسمية فجعلت اسمه كملك مصر العليا و السفلى: “ميسوت-رع” (= “مولود رع”.
“عرفت جلالته عظمة مدينة (صاو-الحجر)، محل/عرش العظيمة نيث، الأم التي ولدت رع واستهلت عملية الولادة قبل أن يلد أي احد وعرفته عظمة معبد، وانه كالسماء من كافة الأوجه و عرفته ايضاً طبيعة وعظمة قلاع نيت وكل الآلهة والآلهات الذين هناك وطبيعة وعظمة وجلال القصر الذي هو محل/عرش الملك، رب السماء (أوزوريس)؛ وطبيعة وعظمة هياكل الآلهة رسنت ومحنت؛ وبيت رع وبيت أمون، سر كل الآلهة.”
وفي ال ٨ اسطر المحفورة تحت الذراع الأيسر نقرأ:
“المًًكرم من اله مدينته (اله محلي) ومن كل الآلهة، الأمير، النبيل، حامل الختم الملكي، الرفيق الأوحد، المحبوب حقاً، صديق الملك، كبير الأطباء، ودجاحوراست، المولود من (السيدة) اتوميرديس، يتحدث:
‘رفعت طلب (رسمي) الى جلالة ملك مصر العليا و السفلى، قمبيز، بخصوص كل الأجانب الذين كانوا قد اتخذوا من معبد نيت محل لإقامتهم لكي يأمر بطردهم من المعبد حتى يعود معبد نيت إلى كامل بهاءه كما كان من قبل. و(بناءً عليه) أمر جلالته بطرد كل الأجانب الذين كانوا مقيمين في معبد نيت، كما أمر بهدم كل بيوتهم والتخلص من كل أشياءهم النجسة التي كانت في المعبد. وعندما اخرجوا كل أشياءهم خارج أسوار المعبد، أمر جلالته بتنظيف معبد نيت وبعودة كل العاملين بالمعبد إليه وبعودة كهنة المعبد. أمر جلالته أيضاً بتقديم القرابين المقدسة لنيت العظيمة، الأم الإلهية، ولآلهة صاو العظام، كما كانت العادة من قبل. وأمر جلالته بإقامة كل الاحتفالات الدينية وكل مواكبهم كما كان في السابق. فعل جلالته كل هذا فقط لأني عرفته عظمة صاو وأنها مدينة كل الآلهة المقيمون فيها على عروشهم للأبد.”
و في ٣ أعمدة من النقوش محفورة على القاعدة الخلفية للتمثال نقرأ:
“الامير، النبيل، حامل الختم الملكي، الرفيق الأوحد،الكاهن، خادم الآلهة الذين بهم يحيا، كبير الأطباء، ودجاحوراسنت المولود من (السيدة) اتوميرديس، يقول: وعندما كان جلالته في (الام) كزعيم كل البلاد الأجنبية و حاكم مصر العظيم امر جلالة ملك مصر العليا و السفلى، داريوس، الحي للأبد، برجوعي الى مصر لكي أعيد تأسيس وأرمن بيت الحياة … حيث انه كان قد تهدم. حملني الأجانب من بلد الى بلد حتى أوصلوني الى مصر كما امر سيد الأرضين. فعلت كما أمرني جلالته. وجهزتهم (اي المعابد) بكل اداريهم من ذوي الحيثية، لم يكن بينهم من لم يكن ذو حيثية ووضعت كل عالم تحت اشرافهم … كل حرفيتهم. أمرني جلالته باعطاءهم كل خير حتى يتمكنوا من استخدام مهاراتهم الحرفية. وأمددتهم بكل ما هو نافع لهم وبكل الأدوات (اللازمة) المدونة في السجلات كما كان في السابق.
عمل جلالته كل ذلك لانه أدرك وعرف قيمة هذا الفن في احياء كل المرضى وفي جعل اسماء الآلهة، ومعابدهم وقرابينهم واحتفالاتهم تثبت للأبد “
وعلى الجانب الأيمن من قاعدة التمثال في سطر واحد نقرا:
“كبير الأطباء ودجاحوراسنت يقول: ‘أنا المكرم من كل سادته …. الذين منحوني حلي ذهبية و عملوا معي كل خير’”
و على الجانب الأيسر من قاعدة التمثال نقرا في سطرين:
“المكرم من نيت يقول ‘يا أيها الآلهة العظام الذين في صاو تذكروا كل الخير الذي عمله كبير الأطباء ودجاحوراسنت، و لتصنعوا له كل احسان. و لتجعلوا اسمه الكامل/ الخير يثبت للأبد’”
**************************
مراجع إضافية عن التمثال والشخصية
مها محمد محمود محمد ، “وجا حور رسنت” دراسة تاريخية أثرية ، رسالة ماجستير (غير منشورة) ، كلية الآثار ، جامعة القاهرة ، القاهرة 2010.
‘The Inscription of Udjahorresnet: a Collaborator’s Testament’, JEA 68(1982), pp. 166–80.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق